مميزات المنطقة
- مدينة الزيت والزيتون
مكناس منطقة فلاحية تمتاز بكثرة أشجار الزيتون، والذي يستغل منه الكثير للعصر واستخراج الزيت ،وزيت الزيتون المكناسي مشهور بجودته، ونقائه ،ولذتهكذلك تشتهر المنطقة بحقول العنب والذي يمتاز بجودته ويتم تصديره إلى عواصم أوروبية
وتعتبر مدينة مكناس من أكثر مدن المغرب إنتاجا للمحاصيل الزراعية، نظرا لمناخها المناسب ووفرة مياه الأمطار
- المناطق المهمة
حمرية: المنطقة التجارية الحديثة بالمدينة
ساحة الهديم العتيقة والسوق القديم
الحبول. حدائق غناء بناها المولى إسماعيل
المدينة القديمة : والتي تقع داخل سور المدينة القديم والتي شيده السلطان مولاي إسماعيل ومن أشهر معالمها : منطقة السكاكين وشارع الروامزين
جامع الزيتونة الذي يعتبر من أقدم مساجد مكناس والمغرب بصفة عامة، والذي ما زال محتفظا بطابعه الاصلي
المدرسة البوعنانية. التي خرجت المئات من العلماء والمقرئين والدعاة
قصر السلطان إسماعيل العلوي
عادات وتقاليد
- رمضان بمكناس
تحتفي الأسر المكناسية، كباقي الأسر المغربية، بشهر رمضان في أجواء روحانية متميزة بالإكثار من العبادة والتقرب إلى الله، وإحياء عادات وطقوس رمضانية خاصة بأهل العاصمة الإسماعيلية، توارثتها الأجيال، منها ما بقي صامدا ومنها ما تلاشى بفعل الزمن
فاستعدادات المكناسيين لاستقبال شهر الصيام، تنطلق منذ الأسبوع الأخير من شهر شعبان، حيث تبرز مظاهر الاحتفال خلال هذه الأيام التي يطلقون عليها، كما هو الشأن في مناطق عدة بالمغرب "العواشر"، وذلك عبر تنظيف البيوت وتبييض الواجهات وتزيين المحلات والشوارع بالأضواء، فتتزين المدينة بأبهى حللها
ومن جهة أخرى تسهر ربات البيوت على إعداد شتى أنواع الحلويات، خاصة "الشباكية" والحلوى الفيلالية التي تشتهر بها المنطقة وتقدم حتى في الأفراح، إضافة إلى إعداد متطلبات أخرى لمائدة الإفطار المكناسية ك"الزميطة" و"سلو"، الذي يتم تحضيره بالمكسرات ك"اللوز والكركاع والزنجلان" مع "النافع" و"حبة حلاوة" و"المسكة الحرة" و"الكوزة" وتخلط المكونات مع الدقيق المحمص بالفرن الشعبي، الذي مازال موجودا بالمدينة العتيقة، حيث ينشط أكثر في هذه المناسبة
ومن أجل إضفاء التميز على المائدة المكناسية التي تتربع على عرشها "الحريرة"، تعد ربات البيوت "البغرير" و"الملاوي" و"المسمن بالخليع" إضافة إلى التمور التي تغزو الأسواق بفضل انتماء المنطقة إلى جهة تافيلالت الزاخرة بهذه المادة الغذائية، ثم السمك طاجين أو مقلي أو "الطنجية"، إما بالكوارع أو بلحم الغنم أو البقر.
+ بعد صلاة التراويح .. الحياة تدب من جديد في المدينة +
من اللحظات الجملية في رمضان بالعاصمة الإسماعيلية، تلك التي تعقب فترة الإفطار وصلاة العشاء والتراويح، حيث تدب الحياة من جديد في المدينة مع خروج الشباب إلى المقاهي أو انتشارهم بالأحياء القديمة كحي سيدي بابا، والحبول، وسيدي اعمر، التي تشهد حركة دائبة
و في هذا الصدد، كان الرجال، والشبان على الخصوص، وحتى سنوات سبعينيات القرن الماضي، يتوجهون بعد صلاة العشاء، إلى المقاهي العتيقة ك"قبة السوق" و"مصلى" و"بلعواد" حيث يفترشون الحصائر للاستماع إلى وصلات من قصائد الملحون والطرب الأندلسي.
و من الوجهات المفضلة أيضا لدى هؤلاء ساحة "الهديم" الأثرية، وهي ضمن العادات التي لم يتمكن منها الزمن، فيتجمعون حول الحلقة لتتبع الراوي وهو يحكي تفاصيل الأزلية، أو للاستماع إلى منشدين والاستمتاع بلحظات من الفن الأمازيغي مع فرق "إنشادن" ، أو التوجه إلى ساحة "باب جديد" المحاذية لضريح "الشيخ الكامل" للترويح عن النفس وتصريف تعب يوم كامل
ولأن المدينة شكلت معقلا للزوايا والمتصوفة كانت حلقات الذكر والأمداح النبوية والموسيقى الروحية المحلية التي تحييها فرق "عيساوة" و"حمادشة" و"درقاوة" و"جيلالة"، تنتشر في مناطق بالمدينة العتيقة.
أما الشبان كانوا يجتمعون للتسامر والمشاركة في بعض الألعاب التي انقرضت، إلى حدود إعلان موعد السحور من قبل "النفار" أو "الطبال" أو "القزادري"، حيث تعد النساء "المطلوع المدهون بالزبدة" وكؤوس الشاي المنعنع
وأضاف أن من العادات التي لم تعد تستهو هؤلاء الشبان، في الأحياء العتيقة بالخصوص، تنظيم جولات بالدراجات الهوائية، أو تشكيل دوائر، بعد الإفطار، لممارسة لعبة النرد لاختبار الذكاء، والتي يحظى فيها الفائزون بأكلة الشباكية مع مشروب غازي أو كأس شاي، أو لعب الورق والشطرنج أو كرة القدم بين فرق الأحياء، وهي عادات مازالت قائمة إلى اليوم.
كما كان الشبان في السابق يتوجهون إلى مقهى "صهريج الصواني" المتميزة بحديقتها وأشجارها المنتشرة في سطح الإسطبل الإسماعيلي الذي يحمل عبق محطة هامة من تاريخ المغرب.
+ ليلة النصف .. "ليلة النفقة" أو تبادل الأدوار بين الرجال والنساء +
تشكل ليلة منتصف رمضان (ليلة النصف) أو ما يصطلح عليها لدى المكناسيين ب"ليلة النفقة"، مناسبة تقوم فيها المرأة بالإنفاق بدل الرجل الذي يتنازل عن هذه المهمة بشكل مؤقت، فتتكفل بتفاصيل الاحتفال بما يليق بالمناسبة، حيث تذهب إلى السوق لاقتناء الدجاج البلدي والخضر والفواكه وشراء مستلزمات مائدة الإفطار والعشاء، الذي يكون متميزا عن باقي أيام رمضان.
أما ليلة القدر، حيث يصوم الأطفال لأول مرة بعد بلوغ سبع سنوات، فتلبس البنات القفطان أو "التكشيطة" و"الشربيل" وتزين أيديهن بالحناء، فيما يلبس الأولاد الجلابة أو "الجبادور" و"البلغة" والطربوش الأحمر، ويحظون باحتفاء خاص من قبل الأسرة وسط طقس مميز يكمن في تناولهم وجبة الإفطار التي تشمل البيض والتمر والحليب على سلم خشبي أو من فوق الدولاب.
ويتم إحياء هذه الليلة المباركة بطقس تتميز به المدينة، حيث تتوجه الأسر في الصباح لزيارة القبور للترحم على أرواح أقاربهم ممن رحلوا، وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح، تتوجه لزيارة ضريح مولاي إسماعيل، باني مدينة مكناس وصانع مجدها في زمن حكمه، فيما تحضر ربات البيوت كميات كبيرة من الكسكس "بسبع خضار" توزع على المساجد والزوايا، التي يعتكف فيها المصلون إلى حدود طلوع الفجر.
لا يستقيم رمضان لأهل مكناس دون اقتناء ملابس تقليدية
ولأن رمضان مناسبة دينية بامتياز، فإن مكناس، هذه المدينة الضاربة في عمق التاريخ والمحافظة على عراقتها، لا يستقيم لأهلها شهر الصيام دون اقتناء ملابس تقليدية تليق بالمناسبة، كالجلابة والطربوش والمحصور والغندورة والبلغة ...بالنسبة للرجال، فيما تخيط النساء القفطان والجلباب خصيصا لهذا الشهر الفضيل.
معروف عن المغرب كونه بلدا شديد الجمال و الغنى و التنوع ، و لعل التنوع هو مايعطي المغرب تلك الهالة المتجددة من الجمال و السحر و التميز. إن التنوع في التقاليد المغربية هو بحق مثير للدهشة فكلما انتقلنا عبر مناطق المغرب نجد كيف أن عادات الشرق تختلف عن عادات الشمال و هكذا دواليك
- العرس المكناسي
لعل هذا التنوع هو ما يَبرز بشكل جلي حين نستحضر عادات و تقاليد حفلات الزواج بالمغرب.. فعادات و تقاليد الزواج عند الشعوب هي تلك المساحة الشاسعة التي تظهر فيها و بكل وضوح القيم الثقافية و الضوابط التي تحكم بشكل غير معلن العديد من المجتمعات.
مشاع بقوة من طرف أجدادنا و جداتنا أن الأعراس المغربية كانت تدوم سبعة أيام بلياليها لكأنها الليالي الملاح ، و يحكي أجدادنا في سخرية شبه مريرة أن جيلا بعد الآخر قلص أيام العرس إلى ثلاثة أيام فيوم واحد ، فهو ذا عصر السرعة في كل شيء حتى الزفاف !!
لكل منطقة مغربية معتقدات خاصة حول طريقة الاحتفال بالزواج لكن مايوحّد المجتمع المغربي شيئان أولهما ذلك التقديس لحفل الزفاف و ثانيهما كون كل المناطق المغربية تشترك في طقوس متشابهة فيما يخص الاحتفال بالزواج.
باتت أيام العرس المكناسي ثلاثا ، لكل يوم خصوصيته و طقوسه وفي مدينتي
فاليوم الأول هو مخصص لحمام العروس إذ تصطحبها صديقاتها وقريباتها و جاراتها إلى الحمام المغربي التقليدي ،هذا بعد أن تكون العروس قد حجزت الحمام التقليدي خصيصا لها هي و من معها. و يتم تنظيف الحمام و إطلاق مختلف أنواع البخور و العطور فيه. و لهذا اليوم خصوصيته الشديدة حيث تذهب كل نساء عائلة العروس للحمام طالقات زغاريدهن و مصطحبات معهن الطعاريج و البناديرللغناء و الاحتفال.. ليصبح الحمام مكانا مصغرا للاحتفال بالزفاف.
وأما اليوم الثاني فهو مخصص للحناء. فنقش الحناء هو من الطقوس الأصيلة للزفاف المغربي ، فمن المستحيل التخلي عن هذه العادة لأن المغاربة يتفاءلون بالحناء و يعتبرونها مصدر تفاؤل لحياة العروس .. و يقول المعتقد الشعبي أن التخلي عن هذه العادة لهو نذير شؤم لحياة العروس الزوجية! و تقوم الفتيات العازبات الحاضرات يوم نقش الحناء بالتناوب على" النقّاشة" التي تقوم بنقش أيديهن أو على الأقل بعض أصابعهن من باب" الفأل الحسن" بقدوم عريس إليهن. لا نغفل أنه في بعض المناطق المغربية و سيّما البوادي و المدن الأصيلة و الشمالية على الخصوص يُعتبر يوم الحناء مهما للعريس أيضا حيث يحرص أصدقاؤه و أفراد عائلته في هذا اليوم على أخذه في جولة تتعدى الحي الذي يقطنه إلى الأحياء المجاورة و في أثناء ذلك يتغنون بالأمداح النبوية و الأذكار.
و ختاما هناك اليوم الثالث و الذي يعتبر أهم يوم في الزفاف المكناسي ففيه تُزفُّ العروس لزوجها. في هذا اليوم يتم إحضار " النكافة" و هي سيدة تتكفل بزينة و لباس العروس ف النكافة المغربية عامل رئيسي لإنجاح حفل العرس بل وجودها أهم من وجود أي فرد من أفراد عائلة العريسين .. حتى أن النكافة تتقاضى مبالغ ضخمة
تحرص النكافة على أن تلبس العروس في الزفاف أكثر من لباس تقليدي يكون مختلفا و يمثل بعض مناطق المغرب كاللباس الفاسي و الشمالي و الأمازيغي و مختلف أنواع القفطان المغربي إضافة إلى ملابس و أزياء أخرى مثل الزيّ الهندي و الخليجي و التونسي مثلا لكن الطلة الأخيرة للعروس في الزفاف تكون بالثوب الأبيض الذي ترتديه الأوروبيات في زفافهن. كما تتكلف النكافة إثر كل تغيير العروس للباسها باختيار الإكسسوارات الملائمة له ، لكأن العرس المغربي عرض أزياء متكامل مما يرهق فعلا العروس! و يرافق عادة عرض الأزياء هذا تشكيلة موسيقية متنوعة جدا تعزفها الأجواق التي تختار موسيقى تتناسب و لباس العروس ، كما تعزف خليطا من الأغاني الشرقية و المغربية إضافة للفولكلور .. أيضا لا ننسى وجود " الدقايقية" و"عيساوى" الذين يقومون بتنشيط العرس بطريقة غير عادية عبر أغانيهم المرحة و التي تبعث نفسا حاميا في العرس. بعد هذا يتم حمل العروس في" العمارية المغربية" و اللف بها في كل مكان العرس.
جدير بالذكر انه بعد انتهاء العرس اخر اليل تزف العروس لزوجها ويتجهان الى اكثر المناطق شهرة في المدينة كصهريج الصواني او باب المنصور رفقة بعض اهل العروسين بغية التقاط صور تذكارية ثم يؤخذان في سيارة فخمة تطلق أبواقها على طول الطريق التي تعبرها إلى حين وصولهما إلى الفندق الذي سيبيتان فيه الأيام الثلاثة هذه هي بالضرورة مهمة و أساسية لنجاح أي حفل زفاف مغربي فهي ضرورية أيا كان الثمن
- طقوس متعلقة بالولادة والمولود
في بيتنا المكناسي عند ولادة المولود تعم الفرحة أرجاء البيت , ويتحلق حوله الحاضرون وتوقد النار على المجامر من أجل نشر روائح البخور في المنزل ويجتمع النساء في غرفة الأم ويتكلفن بغسل المولود وإعداد لباسه ودق الحناء الذي تخضب به يده اليمنى وبعض الأجزاء من جسم الأم .
وللجدة الدور الأكبر في هذه الفترة بعد الوضع حيث تهيء بعض المواد كالحرمل والشبة والسانوج والحبة السوداء
وتضعها في ثوب نقي طاهر في شكل صرة صغيرة تعلقها في عنق المولود أو حول خصره بحجة أنها تقي من العين والجن والشياطين.
ويواكب هذه الإجراءت كلها كتير من المرح في أرجاء البيت إذ تجتمع البنات والنساء في فناء البيت ويلعبن بالبنادير والدرابيك والتعاريج
العقيقة (السبوع) :
يخرج الأب بالمولود من غرفة الأم , ويدور به في غرف البيت كأنه يعرفه على زوايا البيت ثم يرمي الملح في جهات مختلفة , لاسيما في أماكن مجاري المياه لوقاية المولود من شر الجن .
وفي صبيحة هذا اليوميذبح الأب خروفا وهذا ما يسمى بالعقيقة في الشرع الإسلامي ويتم اختيار اسم للمولود ,ويدعى أفراد العائلة والأقارب والجيران لتناول وجبة "الرفيسة" ويعقبها حفل موسيقي وتقدم الهداية للمولود من ملابس وحلية كالذهب والفضة وتكحل عيناه .
شكرا على هذا المقال الرائع، هل يمكن ان تزودوننا ببعض المصادر قصد الرجوع إليها ،تحياتي
ردحذف